المصدر أونلاين - أمين الورافي
وتيرة الصراع الدائر الآن في الصومال تشتد بين أنصار الحكومة الانتقالية حديثة التشكيل من جهة
وبين حركة الشباب المجاهدين وأنصار الحزب الإسلامي من جهة أخرى.
إن ميداناً فسيحاً من العنف والدمار والعمليات الانتحارية
قد فتح على مصراعيه بين الفرقاء الصوماليين في ماراثون غير مسبوق في الحروب الأهلية.
ومع اشتداد أوار المعارك العنيفة في العاصمة مقديشو
لم يعد بإمكان حكومة انتقالية وليدة لبلد يتطاحن على مدار عشرين عاماً
إخفاء مخاوفها أكثر
فأعلنت حالة الطوارئ
ودعت دول الجوار والعالم إلى التدخل لإنقاذها خشية أن تُكتسح في عقر دارها، خاصة وأن أعداءها المدججين بالانتحاريين لم يعودوا يبعدون عن القصر الرئاسي سوى كيلو متر واحد.
القنصل الصومالي بعدن المستشار حسين حاجي تحدث لـ"المصدر" عن راهن المشهد الصومالي
مشخصاً ومحللاً ما أفرزته الحرب الأهلية الصومالية على مدى عشرين عاماً من إشكاليات كالقرصنة واللاجئين والمتاجرة بالبشر وتصدير الإرهاب
في حوار ضافٍ هذا نصه:
* كادت الأوضاع في الصومال أن تستقر بانتخاب شيخ شريف رئيساً للبلاد
لكنها عادت وتطورت بشكل دراماتيكي آخذة منحى عنيفاً كالتفجير الانتحاري في بلدويل الذي أودي بحياة كثيرين منهم وزير الأمن الداخلي الصومالي
إلى أين تسيير الأحداث في الصومال؟
- الصومال يمر بمرحلة دقيقة وحرجة وإذا لم تجد الحكومة الانتقالية دعماً سريعاً مادياً ومعنوياً وفي كل الجوانب، فإن من الممكن أن تتحول الصومال إلى أفغانستان أخرى
وسيكون هذا كارثة للصومال أولاً
ولدول المنطقة والعالم ثانياً.
والمشكلة الأساسية أن هناك جماعات مرتبطة بالقاعدة بدأت تتجمع داخل الصومال وتتحالف مع ما يسمى بـ "حركة الشباب المجاهدين".
* هل هذا يؤكد ما ذهبت إليه تقارير أمريكية تقول إن عناصر من القاعدة بدأت الانتقال من أفغانستان إلى الصومال؟
- لا أدري من أين جاءوا
لكن من المؤكد وجود عناصر من القاعدة من جنسيات مختلفة:
باكستانيين وشيشان وبعض العرب تحارب إلى جانب حركة الشباب المجاهدين.
وآخر الإحصائيات ذكرت أن عددهم ما بين 700-1000 شخص، يمتلكون خبرات قتالية عالية باستخدام المتفجرات وكل أنواع الأسلحة.
الأحداث والتفجيرات الأخيرة تدلل على وجود بصمات للقاعدة فيها كما أكد ذلك الرئيس شريف مراراً.
كل ذلك
1000 – 7000 عنصر أجنبي من القاعدة يحاربون إلى جانب الشباب المجاهدين
يرجح أن تكون تلك التقارير صحيحة.
* لكن هناك من يتحدث عن دور اريتري في الصراع الدائر الآن في الصومال.
وحسن طاهر أويس زعيم الحزب الإسلامي الصومالي –حليف الشباب المجاهدين-
عاد من أسمرة ومعروف بعلاقته بها، فما الذي يجمع بين القاعدة واريتريا؟
هناك أيضاً دلائل تؤكد تورط اريتريا في الأحداث الأخيرة؛ لقد حصل المتمردون على سلاح من اريتريا
وهناك دفعات من السلاح جاءت من اريتريا إلى المناطق التي يسيطر عليها الشباب المجاهدون
تم رصدها والتأكد منها.
ولذلك فمجلس الأمن بصدد دراسة فرض عقوبات على اريتريا بسبب ذلك.
وأعتقد أن القناع قد سقط عن كل من كان يدعي سابقاً أنه يحارب الأثيوبيين أو يريد حكم الإسلام في الصومال أولاً لأن الأثيوبيين خرجوا من البلاد
وثانياً لأن البرلمان الفيدرالي الصومالي قد أقر تطبيق الشريعة الإسلامية في حكم الصومال
بعد هاتين النقطتين لا يوجد أي مبرر للحرب في الصومال
إلا من ينفذ أجندة خارجية لا علاقة لها بالصومال ولا بالإسلام.
هناك حرب بالوكالة تدور الآن في الصومال على خلفية الصراع بين أثيوبيا واريتريا؛ تريد الأخيرة أن تحكم الصومال بالجماعات الموالية لها؛ لكي تُدخل أثيوبيا في حرب مع هؤلاء في المستقبل.
* هناك أنباء عن وجود حشود عسكرية أثيوبية في الحدود مع الصومال
مما يشير إلى إمكانية حدوث تدخل عسكري أثيوبي جديد في الصومال؟
- تدخل أثيوبيا
التدخل العسكري الأثيوبي في الصومال غير فعال لوجود حساسية تاريخية جمعية تجاهها
لوحدها عسكرياً في الصومال غير محبذ وغير فعَّال لأنه يخلق حساسية لدى الصوماليين، ويحدث تأثيراً عكسياً.
هناك حساسية تاريخية صومالية تجاه أثيوبيا، بما يشبه التفكير الجمعي الذي من الممكن أن يوحد الفرقاء ضدها.
التدخل من الاتحاد الأفريقي أجدى وأنفع للصومال
من المفروض أن يعزز الاتحاد الأفريقي قواته المتواجدة هناك. ولا بد من إيجاد تحالف عالمي لمساندة الحكومة الصومالية.
* ما هي السيناريوهات المحتملة في المرحلة القادمة؟
وهل يمكن الصول إلى حل توافقي بين الحكومة الانتقالية من جهة وبين حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي من جهة أخرى.
- لا أتوقع إزاحة الحكومة من الصومال مهما حدث لأن قوت الحكومة تزيد يوماً بعد يوم. وهناك قوات أفريقية متواجدة؛ يمكن تعزيزها بقوات أخرى في الأيام القادمة.
والشيء المطروح أن معاناة الشعب الصومالي ستزيد والحل الصومالي-
الصومالي سيكون بعيداً في الأيام القادمة.
والشيء المطروح الآن هو التفاوض عبر السلاح ولا لغة غير لغة الرصاص. لكن التفاوض مع زعيم الحزب الإسلامي حسن طاهر أوليس رغم علاقته باريتريا ليس مستبعداً.
بالإمكان إضعاف الشباب المجاهدين إذا استقطب الحزب الإسلامي. أما حركة الشباب المجاهدين فلا يمكن الوصول معهم في يوم من الأيام إلى اتفاق لأنهم يحملون أفكاراً بعيدة لا صلة لها بالصومال.
* انتشرت في السنوات القليلة الماضية ظاهرة القرصنة وشغلت بال العالم، ما هي الأسباب الحقيقة لها؟
وكيف ينبغي مواجهتها؟
- قبل الحديث عن موضوع القرصنة لابد من توضيح بعض الأمور: طول الساحل الصومالي 3330 كم.
هذا الساحل كان يحميه خطر السواحل بنقطة مراقبة كل 100 كم.
وعندما انهارت الحكومة الصومالية حدثت اعتداءات دائمة من قبل سفن الصيد الكبيرة الغربية فضلاً عن أنهم كانوا يرمون النفايات في هذه السواحل. اشتكى الصوماليون إلى جميع المنظمات ولا أحد سمع منهم كلمة.
بعد 96 قرر بعض الأفراد في القرى الساحلية تشكيل مليشيات لحماية سواحلهم وتدمير الشباك والقوارب المعتدية. وبالفعل بدأوا العمل، وارتاح الناس منهم. ولكن أعمالهم تطورت من أعمال بريئة إلى أعمال عدوانية. بعد أن حصلوا على الدعم من الفدية التي يتلقونها من بعض سفن الصيد؛ طوروا أنفسهم واشتروا أسلحة وأدوات جديدة
وتزايد انخراط الشباب في أعمال القرصنة حتى وصلوا بضع مئات من المدربين واستعانوا بخبرات بعض الضباط العاملين سابقاً في القوات البحرية الصومالية يدربون الشباب المنخرطين على السباق والرمي وأصبح لهم هيكلية
بقيادة زعيم وثلاثة نواب: نائب لشؤون المحيط الهدني
ونائب لعمليات البحر الأحمر
ونائب للمياه الدولية.
وفي نفس الوقت تدخلت أياد خفية كي تستفيد من أعمال القراصنة.
امتلك القراصنة وسائل وتقنيات عالية مثل الرادارات وأدوات الاتصالات والتقنيات الحديثة التي تستطيع أن تحدد البواخر المارة في المنطقة بمسافة 600 ميل،
إذا لم تجد الحكومة الانتقالية دعماً سريعاً ستتحول الصومال إلى أفغانستان أخرى
وتعطيهم معلومات كاملة عن البواخر: أطوالها، سرعتها
اتجاهها
علمها.
كما أن لديهم أجهزة تعطل أجهزة الاتصالات في البواخر العابرة أثناء تعرضها للقرصنة.
ولديهم سبع سفن كبيرة تسمى "الأم" تحوم حولها عدد من السفن الصغيرة
وهي التي تقرر وتحدد عمليات القرصنة، وقوارب وأجهزة ممنوع بيعها أو امتلاكها لبعض الدول.
ومع ذلك يمتلكها القراصنة.
* هل يمكن إيجاد حلول للقرصنة؟
- لا يمكن إيجاد حلول دائمة لها إلا بترسيخ الاستقرار في الصومال من خلال.
دعم إعادة حكومة صومالية قادرة وقوية على محاربة القرصنة من البر.
وإعادة البنية التحتية في الصومال:
الشرطة والجيش والمحاكم وكل ما له علاقة بالعدالة.
خلق فرص عمل للشباب العاطلين
وعدم إعطاء الفدية للقراصنة مقابل إطلاقهم للسفن المختطفة..
تعاون دول المنطقة في محاربة القرصنة وتبادل المعلومات بينهما وإبعاد أي شبهة من الدول الكبرى لها مصالح خاصة ومآرب أخرى والتوقف عن بيع الأدوات التقنية للقراصنة.
ولكن أعتقد إذا ترك الموضوع كما هو عليه الآن وهو أن تجوب الأساطيل والسفن الغربية فإنه لا يوقف القرصنة، ولكن يمكن أن يهدئ فترة فقط، وستتحول القرصنة إلى خلايا نائمة، تبدأ عملها ووقتما تشاء وتوقفه متى تشاء.. حسب الظروف المحيطة بهم. القرصنة تحتاج جهود متواصلة من البحر والبر والجوار. من يعتقد أنها تنتهي خلال شهر أو سنة فهو واهم.
والقراصنة ليسوا كلهم صوماليين لأن هناك مستشارين غربيين ومفاوضين غربيين لهم حرية الحركة بين كينيا ونيروبي ودبي ولندن، يأخذون نصيبهم من هذه الفدية إلى بلدانهم ويتركون للصوماليين الفتات. من يريد أن يحارب القرصنة لابد أن يحارب المتعاونين والمستفيدين في الخارج.
إلا أن هناك بصيص أمل حول القرصنة بوجود توجهات داخلية صومالية جادة لمكافحتها حكومياً وشعبياً.
* ما هي هذه الإجراءات التي تقول إنها ستحد من القرصنة؟
- كانت الحكومة الصومالية الانتقالية قد بدأت بتشكيل قوة بحرية لمكافحتها وهي –الحكومة الانتقالية- منفتحة على مبادرات دولية تستهدف مواجهة القرصنة ومنها مبادرة إيطاليا وفرنسا وبريطانيا.
حيث أرسلت هذه البلدان وفوداً إلى مقديشو لبحث هذا الموضوع مع الحكومة ومواصلة الجهود التي كانت قد بدأت في عهد الرئيس السابق عبدالله يوسف
وجرى الاتفاق مع هيئة أمنية بريطانية (هارت جروب) لحماية بحر بونت لاند الذي تنطلق منه عمليات القرصنة وبناء عليه تم تدريب وحدات صومالية على السباحة والرمي لمكافحة القرصنة.
وعلى الصعيد الشعبي، انعقد في مدينة "إيل" وهي مركز احتجاز السفن المختطفة، التابعة لولاية بونت لاند مؤتمر نوقش فيه مشكلة القرصنة ومسبباتها
شارك في هذا المؤتمر شيوخ القبائل في الولاية وعلماء الدين وبعض المسؤولين في الولاية وقادة القراصنة.
استمر المؤتمر ثلاثة أيام، وبعد انتهائه أعلن 300 قرصان توبتهم من ممارسة القرصنة
وأعلنوا أنهم لم يكونوا على علم بموقف الإسلام من القرصنة والموقف القانوني المحلي والدولي منها.
وطلبوا من حكومة "بورت لاند" العفو عنهم جراء أعمال القرصنة التي ارتكبوها في السابق
وكذلك تطبيق العفو العام عن كل من يتوب من ممارسة القرصنة فيما بعد.
وطالبوا أيضاً مساعدتهم بخلق أعمال شريفة لا تضر بالمجتمع ولا بالآخرين.
وقرر المؤتمرون أن تعقد اجتماعات مشابهة في مناطق أخرى على الساحل لإفهام الشاب وأولياء أمورهم في المناطق الساحلية كلها بمخاطر القرصنة وكي يشرحوا مساوئ القرصنة التي أضرت بسمعة الصومال واقتصادها.
هذا يؤكد أن الحل لابد أن يكون صومالياً ومن الداخل.
* هل تقدم القنصلية الصومالية بعدن أي نوع من الرعاية للاجئين الصومال في اليمن
وهل يتلقون مساعدات من المنظمات الإنسانية الدولية.
- مسؤولية الرعاية تعود للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وعملها محصور حتى الآن بصرف البطاقات للاجئين وتقديم بعض الاحتياجات للاجئين في مخيم خرز.
أما اللاجئون في منطقة البساتين أو في أي مكان آخر من اليمن فلا يقدم لهم أي دعم أو معونات عدا منظمة الأغذية العالمية (WVB) التي تقدم نيابة عن الم
هناك جمعية يمنية واحدة تقدم دعماً للاجئين الصوماليين هي :
جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية
فوضية السامية مواد غذائية للاجئين في خرز فقط. وبعض المواد الغذائية تصل تالفة.
وكذلك المنظمة السويدية لرعاية الأطفال والأمومة (راذر بانا) تقدم خدمات ملموسة للمدارس في خرز والبساتين وعددها خمس مدارس:
اثنتان في خرز
وثلاث في البساتين
والأخيرات يدرس فيها أطفال اللاجئين واليمنيين على السواء.
وكذلك هناك جمعية خيرية يمنية واحدة تقدم بعض الأدوية غير المكلفة هي "جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية".
أما بقية المنظمات فاستطيع القول إن دورها غير ملموس ويكاد يكون اسمياً فقط.
وأطالب هنا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتقديم المزيد من الدعم والرعاية للاجئين
وأن لا يقتصر دورها على الدعم المقدم حالياً لأنه يعد ضئيلاً مقارنة بما ينبغي أن تقدمه الأمم المتحدة للاجئين باعتبارها الراعي الأول لهم.
وإذا لم تقم بواجبها داخل اليمن
فمن المفترض على الحكومة اليمنية أن تضغط عليهم لأنها الجهة التي لها الحق في المتابعة بخصوص هذا الموضوع.
لكن لا مسائلة ولا ضغط. وكأنهم (المفوضية) يسيرون أعمالهم كما يريدون.
* كيف للحكومة اليمنية أن تضغط! هل لها سلطة على المفوضية؟
- من المسؤول عن ذلك! لازم الحكومة اليمنية لأنهم جميعاً على أراضيها (اللاجئون والمنظمات) تسأل المتضررين من عدم تقديم المساعدات المستحقة لها، وينبغي لها أن تراقب أداء هذه المنظمات.
* قابلت شخصاً يدعى "محمد دريه" في البساتين له مكتب وقال إنه شيخ الجالية الصومالية في محافظة عدن ولحج.
- (مقاطعاً) أكبر سمسار ورأس الأفعى.
وقد انتخب اللاجئون واحداً آخر اسمه عبدالله حسين بعدما تأكدوا من استغلاله "محمد دريه" لهم ومخالفته للقانون.
* لكن المنظمات الإنسانية مثل منظمة (ادرا) الأمريكية ما زالت تقدمه على أنه ممثل اللاجئين
وما زالت السلطات في عدن تتعامل معه وفق ذلك؟
- المنظمات يتعاملون معه لأنه الشخص المناسب بالنسبة لهم
لأنه يوقع لهم بعض الأعمال التي يدعون أنهم يقومون بها وهم في الحقيقة لم ينجزوها.
ولو أن هناك خدمات ملموسة ما لجأ كثير من اللاجئين إلى ممارسة أعمال الشحاتة ومسح السيارات.
لو توافر لهم أدنى حد من الرعاية ما اضطروا لذلك
خاصة النساء.
* رغم انفلات الأوضاع في الصومال منذ مدة طويلة
إلا أن التبادل التجاري بينها وبين اليمن ما زال مستمراً
هل لك أن نتحدث عن جوانب هذا التبادل؟
- التبادل التجاري بين البلدين لم يتوقف في يوم من الأيام
صحيح أنه يمر في بعض الفترات بعض الصعوبات ولكن لم يتوقف. في العام الماضي استوردت اليمن من الصومال مليوني رأس من المواشي المختلفة
وكذا مئات الأطنان من الأسماك. واستورد الصوماليون من اليمن بضائع كثيرة مصنعة محلياً مثل منتجات شركات هايل.
وما زالت العلاقة تشهد تطوراً يومياً في هذا المجال.
كما أن الصوماليين يستخدمون بعض الموانئ اليمنية كمحطات ترانزيت للمرور إلى الصومال.
فضلاً عن أن بعض التجار الصوماليين رجعوا من أوروبا وبدأوا يستثمرون في المنطقة لحرة بعدن.
لكن التجار الصوماليين يواجهون مشاكل عديدة عند دخولهم اليمن: بعض المعاملات في الهيئات الحكومية
أو مع الجمارك في بعض الموانئ تحكمها المزاجية وليس القانون.
وفي بعض الأحيان تفرض عليهم إتاوات غير قانونية.
وانتهزها فرصة هنا لأطالب الحكومة اليمنية وخاصة الجهات المختصة بمعاملة التجار والمستثمرين الصوماليين بطرق قانونية والتفريق بين ما هو مزاجي وبين ما هو قانوني
وإعطاء التأشيرات والإقامات بطرق قانونية وليس بطريقة السمسرة.
* تقدر الإحصائيات الرسمية اليمنية عدد اللاجئين الصومال في اليمن بأكثر من 700 ألف لاجئ، كم تقدرونه أنتم كقنصلية؟
- بعد 1996م صار كل الصوماليين يستخدمون اليمن كنقطة عبور
ومحطة ترانزيت إلى دول الجوار في الخليج وكذلك إلى أوروبا وأمريكا. تقدير الحكومة اليمنية يأتي من جانب "كل من دخل اليمن" بغض النظر عن الخارجين منها الذين يتخذونها كنقطة عبور فحسب "حتى الموتى محسوبين" بينما لا يتجاوز عددهم الفعلي 250 ألف لاجئ، منهم عشرة آلاف في خرز، و25 ألف في البساتين من ضمنهم صوماليون من أصول يمنية.
* هل لهم ممثلون يتحدثوا باسمهم؟
- في تعز وصنعاء ولحج وشبوة لهم لجان وبعض أعضاء هذه اللجان يتحولون إلى سماسرة يتاجرون باللاجئين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وتيرة الصراع الدائر الآن في الصومال تشتد بين أنصار الحكومة الانتقالية حديثة التشكيل من جهة
وبين حركة الشباب المجاهدين وأنصار الحزب الإسلامي من جهة أخرى.
إن ميداناً فسيحاً من العنف والدمار والعمليات الانتحارية
قد فتح على مصراعيه بين الفرقاء الصوماليين في ماراثون غير مسبوق في الحروب الأهلية.
ومع اشتداد أوار المعارك العنيفة في العاصمة مقديشو
لم يعد بإمكان حكومة انتقالية وليدة لبلد يتطاحن على مدار عشرين عاماً
إخفاء مخاوفها أكثر
فأعلنت حالة الطوارئ
ودعت دول الجوار والعالم إلى التدخل لإنقاذها خشية أن تُكتسح في عقر دارها، خاصة وأن أعداءها المدججين بالانتحاريين لم يعودوا يبعدون عن القصر الرئاسي سوى كيلو متر واحد.
القنصل الصومالي بعدن المستشار حسين حاجي تحدث لـ"المصدر" عن راهن المشهد الصومالي
مشخصاً ومحللاً ما أفرزته الحرب الأهلية الصومالية على مدى عشرين عاماً من إشكاليات كالقرصنة واللاجئين والمتاجرة بالبشر وتصدير الإرهاب
في حوار ضافٍ هذا نصه:
* كادت الأوضاع في الصومال أن تستقر بانتخاب شيخ شريف رئيساً للبلاد
لكنها عادت وتطورت بشكل دراماتيكي آخذة منحى عنيفاً كالتفجير الانتحاري في بلدويل الذي أودي بحياة كثيرين منهم وزير الأمن الداخلي الصومالي
إلى أين تسيير الأحداث في الصومال؟
- الصومال يمر بمرحلة دقيقة وحرجة وإذا لم تجد الحكومة الانتقالية دعماً سريعاً مادياً ومعنوياً وفي كل الجوانب، فإن من الممكن أن تتحول الصومال إلى أفغانستان أخرى
وسيكون هذا كارثة للصومال أولاً
ولدول المنطقة والعالم ثانياً.
والمشكلة الأساسية أن هناك جماعات مرتبطة بالقاعدة بدأت تتجمع داخل الصومال وتتحالف مع ما يسمى بـ "حركة الشباب المجاهدين".
* هل هذا يؤكد ما ذهبت إليه تقارير أمريكية تقول إن عناصر من القاعدة بدأت الانتقال من أفغانستان إلى الصومال؟
- لا أدري من أين جاءوا
لكن من المؤكد وجود عناصر من القاعدة من جنسيات مختلفة:
باكستانيين وشيشان وبعض العرب تحارب إلى جانب حركة الشباب المجاهدين.
وآخر الإحصائيات ذكرت أن عددهم ما بين 700-1000 شخص، يمتلكون خبرات قتالية عالية باستخدام المتفجرات وكل أنواع الأسلحة.
الأحداث والتفجيرات الأخيرة تدلل على وجود بصمات للقاعدة فيها كما أكد ذلك الرئيس شريف مراراً.
كل ذلك
1000 – 7000 عنصر أجنبي من القاعدة يحاربون إلى جانب الشباب المجاهدين
يرجح أن تكون تلك التقارير صحيحة.
* لكن هناك من يتحدث عن دور اريتري في الصراع الدائر الآن في الصومال.
وحسن طاهر أويس زعيم الحزب الإسلامي الصومالي –حليف الشباب المجاهدين-
عاد من أسمرة ومعروف بعلاقته بها، فما الذي يجمع بين القاعدة واريتريا؟
هناك أيضاً دلائل تؤكد تورط اريتريا في الأحداث الأخيرة؛ لقد حصل المتمردون على سلاح من اريتريا
وهناك دفعات من السلاح جاءت من اريتريا إلى المناطق التي يسيطر عليها الشباب المجاهدون
تم رصدها والتأكد منها.
ولذلك فمجلس الأمن بصدد دراسة فرض عقوبات على اريتريا بسبب ذلك.
وأعتقد أن القناع قد سقط عن كل من كان يدعي سابقاً أنه يحارب الأثيوبيين أو يريد حكم الإسلام في الصومال أولاً لأن الأثيوبيين خرجوا من البلاد
وثانياً لأن البرلمان الفيدرالي الصومالي قد أقر تطبيق الشريعة الإسلامية في حكم الصومال
بعد هاتين النقطتين لا يوجد أي مبرر للحرب في الصومال
إلا من ينفذ أجندة خارجية لا علاقة لها بالصومال ولا بالإسلام.
هناك حرب بالوكالة تدور الآن في الصومال على خلفية الصراع بين أثيوبيا واريتريا؛ تريد الأخيرة أن تحكم الصومال بالجماعات الموالية لها؛ لكي تُدخل أثيوبيا في حرب مع هؤلاء في المستقبل.
* هناك أنباء عن وجود حشود عسكرية أثيوبية في الحدود مع الصومال
مما يشير إلى إمكانية حدوث تدخل عسكري أثيوبي جديد في الصومال؟
- تدخل أثيوبيا
التدخل العسكري الأثيوبي في الصومال غير فعال لوجود حساسية تاريخية جمعية تجاهها
لوحدها عسكرياً في الصومال غير محبذ وغير فعَّال لأنه يخلق حساسية لدى الصوماليين، ويحدث تأثيراً عكسياً.
هناك حساسية تاريخية صومالية تجاه أثيوبيا، بما يشبه التفكير الجمعي الذي من الممكن أن يوحد الفرقاء ضدها.
التدخل من الاتحاد الأفريقي أجدى وأنفع للصومال
من المفروض أن يعزز الاتحاد الأفريقي قواته المتواجدة هناك. ولا بد من إيجاد تحالف عالمي لمساندة الحكومة الصومالية.
* ما هي السيناريوهات المحتملة في المرحلة القادمة؟
وهل يمكن الصول إلى حل توافقي بين الحكومة الانتقالية من جهة وبين حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي من جهة أخرى.
- لا أتوقع إزاحة الحكومة من الصومال مهما حدث لأن قوت الحكومة تزيد يوماً بعد يوم. وهناك قوات أفريقية متواجدة؛ يمكن تعزيزها بقوات أخرى في الأيام القادمة.
والشيء المطروح أن معاناة الشعب الصومالي ستزيد والحل الصومالي-
الصومالي سيكون بعيداً في الأيام القادمة.
والشيء المطروح الآن هو التفاوض عبر السلاح ولا لغة غير لغة الرصاص. لكن التفاوض مع زعيم الحزب الإسلامي حسن طاهر أوليس رغم علاقته باريتريا ليس مستبعداً.
بالإمكان إضعاف الشباب المجاهدين إذا استقطب الحزب الإسلامي. أما حركة الشباب المجاهدين فلا يمكن الوصول معهم في يوم من الأيام إلى اتفاق لأنهم يحملون أفكاراً بعيدة لا صلة لها بالصومال.
* انتشرت في السنوات القليلة الماضية ظاهرة القرصنة وشغلت بال العالم، ما هي الأسباب الحقيقة لها؟
وكيف ينبغي مواجهتها؟
- قبل الحديث عن موضوع القرصنة لابد من توضيح بعض الأمور: طول الساحل الصومالي 3330 كم.
هذا الساحل كان يحميه خطر السواحل بنقطة مراقبة كل 100 كم.
وعندما انهارت الحكومة الصومالية حدثت اعتداءات دائمة من قبل سفن الصيد الكبيرة الغربية فضلاً عن أنهم كانوا يرمون النفايات في هذه السواحل. اشتكى الصوماليون إلى جميع المنظمات ولا أحد سمع منهم كلمة.
بعد 96 قرر بعض الأفراد في القرى الساحلية تشكيل مليشيات لحماية سواحلهم وتدمير الشباك والقوارب المعتدية. وبالفعل بدأوا العمل، وارتاح الناس منهم. ولكن أعمالهم تطورت من أعمال بريئة إلى أعمال عدوانية. بعد أن حصلوا على الدعم من الفدية التي يتلقونها من بعض سفن الصيد؛ طوروا أنفسهم واشتروا أسلحة وأدوات جديدة
وتزايد انخراط الشباب في أعمال القرصنة حتى وصلوا بضع مئات من المدربين واستعانوا بخبرات بعض الضباط العاملين سابقاً في القوات البحرية الصومالية يدربون الشباب المنخرطين على السباق والرمي وأصبح لهم هيكلية
بقيادة زعيم وثلاثة نواب: نائب لشؤون المحيط الهدني
ونائب لعمليات البحر الأحمر
ونائب للمياه الدولية.
وفي نفس الوقت تدخلت أياد خفية كي تستفيد من أعمال القراصنة.
امتلك القراصنة وسائل وتقنيات عالية مثل الرادارات وأدوات الاتصالات والتقنيات الحديثة التي تستطيع أن تحدد البواخر المارة في المنطقة بمسافة 600 ميل،
إذا لم تجد الحكومة الانتقالية دعماً سريعاً ستتحول الصومال إلى أفغانستان أخرى
وتعطيهم معلومات كاملة عن البواخر: أطوالها، سرعتها
اتجاهها
علمها.
كما أن لديهم أجهزة تعطل أجهزة الاتصالات في البواخر العابرة أثناء تعرضها للقرصنة.
ولديهم سبع سفن كبيرة تسمى "الأم" تحوم حولها عدد من السفن الصغيرة
وهي التي تقرر وتحدد عمليات القرصنة، وقوارب وأجهزة ممنوع بيعها أو امتلاكها لبعض الدول.
ومع ذلك يمتلكها القراصنة.
* هل يمكن إيجاد حلول للقرصنة؟
- لا يمكن إيجاد حلول دائمة لها إلا بترسيخ الاستقرار في الصومال من خلال.
دعم إعادة حكومة صومالية قادرة وقوية على محاربة القرصنة من البر.
وإعادة البنية التحتية في الصومال:
الشرطة والجيش والمحاكم وكل ما له علاقة بالعدالة.
خلق فرص عمل للشباب العاطلين
وعدم إعطاء الفدية للقراصنة مقابل إطلاقهم للسفن المختطفة..
تعاون دول المنطقة في محاربة القرصنة وتبادل المعلومات بينهما وإبعاد أي شبهة من الدول الكبرى لها مصالح خاصة ومآرب أخرى والتوقف عن بيع الأدوات التقنية للقراصنة.
ولكن أعتقد إذا ترك الموضوع كما هو عليه الآن وهو أن تجوب الأساطيل والسفن الغربية فإنه لا يوقف القرصنة، ولكن يمكن أن يهدئ فترة فقط، وستتحول القرصنة إلى خلايا نائمة، تبدأ عملها ووقتما تشاء وتوقفه متى تشاء.. حسب الظروف المحيطة بهم. القرصنة تحتاج جهود متواصلة من البحر والبر والجوار. من يعتقد أنها تنتهي خلال شهر أو سنة فهو واهم.
والقراصنة ليسوا كلهم صوماليين لأن هناك مستشارين غربيين ومفاوضين غربيين لهم حرية الحركة بين كينيا ونيروبي ودبي ولندن، يأخذون نصيبهم من هذه الفدية إلى بلدانهم ويتركون للصوماليين الفتات. من يريد أن يحارب القرصنة لابد أن يحارب المتعاونين والمستفيدين في الخارج.
إلا أن هناك بصيص أمل حول القرصنة بوجود توجهات داخلية صومالية جادة لمكافحتها حكومياً وشعبياً.
* ما هي هذه الإجراءات التي تقول إنها ستحد من القرصنة؟
- كانت الحكومة الصومالية الانتقالية قد بدأت بتشكيل قوة بحرية لمكافحتها وهي –الحكومة الانتقالية- منفتحة على مبادرات دولية تستهدف مواجهة القرصنة ومنها مبادرة إيطاليا وفرنسا وبريطانيا.
حيث أرسلت هذه البلدان وفوداً إلى مقديشو لبحث هذا الموضوع مع الحكومة ومواصلة الجهود التي كانت قد بدأت في عهد الرئيس السابق عبدالله يوسف
وجرى الاتفاق مع هيئة أمنية بريطانية (هارت جروب) لحماية بحر بونت لاند الذي تنطلق منه عمليات القرصنة وبناء عليه تم تدريب وحدات صومالية على السباحة والرمي لمكافحة القرصنة.
وعلى الصعيد الشعبي، انعقد في مدينة "إيل" وهي مركز احتجاز السفن المختطفة، التابعة لولاية بونت لاند مؤتمر نوقش فيه مشكلة القرصنة ومسبباتها
شارك في هذا المؤتمر شيوخ القبائل في الولاية وعلماء الدين وبعض المسؤولين في الولاية وقادة القراصنة.
استمر المؤتمر ثلاثة أيام، وبعد انتهائه أعلن 300 قرصان توبتهم من ممارسة القرصنة
وأعلنوا أنهم لم يكونوا على علم بموقف الإسلام من القرصنة والموقف القانوني المحلي والدولي منها.
وطلبوا من حكومة "بورت لاند" العفو عنهم جراء أعمال القرصنة التي ارتكبوها في السابق
وكذلك تطبيق العفو العام عن كل من يتوب من ممارسة القرصنة فيما بعد.
وطالبوا أيضاً مساعدتهم بخلق أعمال شريفة لا تضر بالمجتمع ولا بالآخرين.
وقرر المؤتمرون أن تعقد اجتماعات مشابهة في مناطق أخرى على الساحل لإفهام الشاب وأولياء أمورهم في المناطق الساحلية كلها بمخاطر القرصنة وكي يشرحوا مساوئ القرصنة التي أضرت بسمعة الصومال واقتصادها.
هذا يؤكد أن الحل لابد أن يكون صومالياً ومن الداخل.
* هل تقدم القنصلية الصومالية بعدن أي نوع من الرعاية للاجئين الصومال في اليمن
وهل يتلقون مساعدات من المنظمات الإنسانية الدولية.
- مسؤولية الرعاية تعود للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وعملها محصور حتى الآن بصرف البطاقات للاجئين وتقديم بعض الاحتياجات للاجئين في مخيم خرز.
أما اللاجئون في منطقة البساتين أو في أي مكان آخر من اليمن فلا يقدم لهم أي دعم أو معونات عدا منظمة الأغذية العالمية (WVB) التي تقدم نيابة عن الم
هناك جمعية يمنية واحدة تقدم دعماً للاجئين الصوماليين هي :
جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية
فوضية السامية مواد غذائية للاجئين في خرز فقط. وبعض المواد الغذائية تصل تالفة.
وكذلك المنظمة السويدية لرعاية الأطفال والأمومة (راذر بانا) تقدم خدمات ملموسة للمدارس في خرز والبساتين وعددها خمس مدارس:
اثنتان في خرز
وثلاث في البساتين
والأخيرات يدرس فيها أطفال اللاجئين واليمنيين على السواء.
وكذلك هناك جمعية خيرية يمنية واحدة تقدم بعض الأدوية غير المكلفة هي "جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية".
أما بقية المنظمات فاستطيع القول إن دورها غير ملموس ويكاد يكون اسمياً فقط.
وأطالب هنا المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بتقديم المزيد من الدعم والرعاية للاجئين
وأن لا يقتصر دورها على الدعم المقدم حالياً لأنه يعد ضئيلاً مقارنة بما ينبغي أن تقدمه الأمم المتحدة للاجئين باعتبارها الراعي الأول لهم.
وإذا لم تقم بواجبها داخل اليمن
فمن المفترض على الحكومة اليمنية أن تضغط عليهم لأنها الجهة التي لها الحق في المتابعة بخصوص هذا الموضوع.
لكن لا مسائلة ولا ضغط. وكأنهم (المفوضية) يسيرون أعمالهم كما يريدون.
* كيف للحكومة اليمنية أن تضغط! هل لها سلطة على المفوضية؟
- من المسؤول عن ذلك! لازم الحكومة اليمنية لأنهم جميعاً على أراضيها (اللاجئون والمنظمات) تسأل المتضررين من عدم تقديم المساعدات المستحقة لها، وينبغي لها أن تراقب أداء هذه المنظمات.
* قابلت شخصاً يدعى "محمد دريه" في البساتين له مكتب وقال إنه شيخ الجالية الصومالية في محافظة عدن ولحج.
- (مقاطعاً) أكبر سمسار ورأس الأفعى.
وقد انتخب اللاجئون واحداً آخر اسمه عبدالله حسين بعدما تأكدوا من استغلاله "محمد دريه" لهم ومخالفته للقانون.
* لكن المنظمات الإنسانية مثل منظمة (ادرا) الأمريكية ما زالت تقدمه على أنه ممثل اللاجئين
وما زالت السلطات في عدن تتعامل معه وفق ذلك؟
- المنظمات يتعاملون معه لأنه الشخص المناسب بالنسبة لهم
لأنه يوقع لهم بعض الأعمال التي يدعون أنهم يقومون بها وهم في الحقيقة لم ينجزوها.
ولو أن هناك خدمات ملموسة ما لجأ كثير من اللاجئين إلى ممارسة أعمال الشحاتة ومسح السيارات.
لو توافر لهم أدنى حد من الرعاية ما اضطروا لذلك
خاصة النساء.
* رغم انفلات الأوضاع في الصومال منذ مدة طويلة
إلا أن التبادل التجاري بينها وبين اليمن ما زال مستمراً
هل لك أن نتحدث عن جوانب هذا التبادل؟
- التبادل التجاري بين البلدين لم يتوقف في يوم من الأيام
صحيح أنه يمر في بعض الفترات بعض الصعوبات ولكن لم يتوقف. في العام الماضي استوردت اليمن من الصومال مليوني رأس من المواشي المختلفة
وكذا مئات الأطنان من الأسماك. واستورد الصوماليون من اليمن بضائع كثيرة مصنعة محلياً مثل منتجات شركات هايل.
وما زالت العلاقة تشهد تطوراً يومياً في هذا المجال.
كما أن الصوماليين يستخدمون بعض الموانئ اليمنية كمحطات ترانزيت للمرور إلى الصومال.
فضلاً عن أن بعض التجار الصوماليين رجعوا من أوروبا وبدأوا يستثمرون في المنطقة لحرة بعدن.
لكن التجار الصوماليين يواجهون مشاكل عديدة عند دخولهم اليمن: بعض المعاملات في الهيئات الحكومية
أو مع الجمارك في بعض الموانئ تحكمها المزاجية وليس القانون.
وفي بعض الأحيان تفرض عليهم إتاوات غير قانونية.
وانتهزها فرصة هنا لأطالب الحكومة اليمنية وخاصة الجهات المختصة بمعاملة التجار والمستثمرين الصوماليين بطرق قانونية والتفريق بين ما هو مزاجي وبين ما هو قانوني
وإعطاء التأشيرات والإقامات بطرق قانونية وليس بطريقة السمسرة.
* تقدر الإحصائيات الرسمية اليمنية عدد اللاجئين الصومال في اليمن بأكثر من 700 ألف لاجئ، كم تقدرونه أنتم كقنصلية؟
- بعد 1996م صار كل الصوماليين يستخدمون اليمن كنقطة عبور
ومحطة ترانزيت إلى دول الجوار في الخليج وكذلك إلى أوروبا وأمريكا. تقدير الحكومة اليمنية يأتي من جانب "كل من دخل اليمن" بغض النظر عن الخارجين منها الذين يتخذونها كنقطة عبور فحسب "حتى الموتى محسوبين" بينما لا يتجاوز عددهم الفعلي 250 ألف لاجئ، منهم عشرة آلاف في خرز، و25 ألف في البساتين من ضمنهم صوماليون من أصول يمنية.
* هل لهم ممثلون يتحدثوا باسمهم؟
- في تعز وصنعاء ولحج وشبوة لهم لجان وبعض أعضاء هذه اللجان يتحولون إلى سماسرة يتاجرون باللاجئين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ